الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة Empty تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة

    مُساهمة  أبو مصعب الأربعاء أكتوبر 06, 2010 8:20 am


    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة 24je1







    ‏[‏6 ـ 7‏
    {‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ

    أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *
    خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ

    وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}
    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة 1.1]

    فلهذا لما ذكر صفات المؤمنين حقًا
    ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم
    المعاندين للرسول فقال‏:
    {‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ

    أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ

    وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ

    وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}


    يخبر تعالى أن الذين كفروا‏
    ‏ أي‏:‏ اتصفوا بالكفر‏,‏ وانصبغوا به‏
    ‏ وصار وصفًا لهم لازمًا‏,‏ لا يردعهم عنه رادع‏
    ‏ ولا ينجع فيهم وعظ، إنهم مستمرون على كفرهم‏
    ‏ فسواء عليهم أأنذرتهم‏,‏ أم لم تنذرهم لا يؤمنون
    وحقيقة الكفر‏:‏ هو الجحود لما جاء به الرسول‏
    أو جحد بعضه
    فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة
    ‏ وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول


    ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    في إيمانهم‏,‏ وأنك لا تأس عليهم‏
    ولا تذهب نفسك عليهم حسرات‏.‏

    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة 1.1
    ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الإيمان فقال‏:‏ ‏

    {‏خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ‏}
    أي‏:‏ طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان
    ولا ينفذ فيها، فلا يعون ما ينفعهم‏
    ولا يسمعون ما يفيدهم‏.‏
    {‏وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ‏}
    ‏ أي‏:‏ غشاء وغطاء وأكنة تمنعها عن النظر الذي ينفعهم‏
    وهذه طرق العلم والخير‏,‏ قد سدت عليهم‏
    فلا مطمع فيهم‏,‏ ولا خير يرجى عندهم
    وإنما منعوا ذلك‏
    وسدت عنهم أبواب الإيمان بسبب

    كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعد ما تبين لهم الحق‏
    ‏ كما قال تعالى‏:‏

    {‏وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏}

    وهذا عقاب عاجل‏.‏
    ثم ذكر العقاب الآجل، فقال‏:‏

    {‏وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}
    وهو عذاب النار‏,‏ وسخط الجبار المستمر الدائم‏.‏
    ثم قال تعالى في وصف المنافقين الذين ظاهرهم الإسلام

    وباطنهم الكفر فقال‏:‏

    8--10

    {‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
    وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ *
    يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ

    وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
    وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ‏}
    واعلم أن النفاق هو‏:‏
    إظهار الخير وإبطان الشر
    ويدخل في هذا التعريف النفاق الاعتقادي
    ‏ والنفاق العملي، كالذي ذكر النبي
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    في قوله‏:‏

    ‏(‏آية المنافق ثلات‏:‏ إذا حدث كذب‏
    وإذا وعد أخلف‏
    وإذا اؤتمن خان‏)‏

    ‏(‏وإذا خاصم فجر‏)‏‏.‏
    وأما النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام‏
    فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها
    ولم يكن النفاق موجودًا قبل هجرة الرسول
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    ‏[‏من مكة‏]‏ إلى المدينة‏
    ‏ وبعد أن هاجر‏
    فلما كانت وقعة ‏"‏بدر‏"‏ وأظهر الله المؤمنين وأعزهم
    ذل من في المدينة ممن لم يسلم‏
    فأظهر بعضهم الإسلام خوفًا ومخادعة‏
    ‏ ولتحقن دماؤهم‏,‏ وتسلم أموالهم‏
    ‏ فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم‏
    ‏ وفي الحقيقة ليسوا منهم‏.‏
    فمن لطف الله بالمؤمنين‏
    ‏ أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها‏
    ‏ لئلا يغتر بهم المؤمنون‏
    ‏ ولينقمعوا أيضًا عن كثير من فجورهم

    ‏[‏قال تعالى‏]‏‏:‏

    {‏يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ

    تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ‏}
    فوصفهم الله بأصل النفاق فقال‏:‏
    {‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
    وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏}
    ‏ فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم
    فأكذبهم الله بقوله‏:‏ ‏{‏وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏}
    لأن الإيمان الحقيقي‏,‏ ما تواطأ عليه القلب واللسان‏
    وإنما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين‏.‏
    والمخادعة‏:‏ أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئًا
    ‏ ويبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع
    فهؤلاء المنافقون‏,‏ سلكوا مع الله وعباده هذا المسلك‏
    فعاد خداعهم على أنفسهم، فإن هذا من العجائب
    لأن المخادع‏
    ‏ إما أن ينتج خداعه ويحصل له ما يريد أو يسلم‏
    ‏ لا له ولا عليه، وهؤلاء عاد خداعهم عليهم‏
    وكأنهم يعملون ما يعملون من المكر لإهلاك

    أنفسهم وإضرارها وكيدها
    لأن الله تعالى لا يتضرر بخداعهم ‏[‏شيئًا‏]‏
    وعباده المؤمنون‏,‏ لا يضرهم كيدهم شيئًا
    فلا يضر المؤمنين أن أظهر المنافقون الإيمان
    ‏ فسلمت بذلك أموالهم وحقنت دماؤهم‏
    ‏ وصار كيدهم في نحورهم‏,‏ وحصل لهم بذلك
    الخزي والفضيحة في الدنيا‏
    والحزن المستمر بسبب ما يحصل للمؤمنين

    من القوة والنصرة‏.‏

    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة 1.1
    ثم في الآخرة لهم العذاب الأليم الموجع المفجع
    ‏ بسبب كذبهم وكفرهم وفجورهم‏
    ‏ والحال أنهم من جهلهم وحماقتهم لا يشعرون بذلك‏.‏
    وقوله‏:‏ {‏فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏}
    والمراد بالمرض هنا‏:‏ مرض الشك والشبهات والنفاق
    لأن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله‏:
    ‏ مرض الشبهات الباطلة‏
    ومرض الشهوات المردية
    فالكفر والنفاق والشكوك والبدع‏
    ‏ كلها من مرض الشبهات، والزنا‏,‏ ومحبة ‏[‏الفواحش و‏
    ‏ المعاصي وفعلها‏,‏ من مرض الشهوات

    كما قال تعالى‏:‏

    {‏فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ‏}

    وهي شهوة الزنا، والمعافى من عوفي من هذين المرضين
    ‏ فحصل له اليقين والإيمان‏,‏ والصبر عن كل معصية‏
    فرفل في أثواب العافية‏.‏
    وفي قوله عن المنافقين‏:‏

    {‏فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا‏}
    بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين‏
    ‏ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة‏
    ‏ يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها

    كما قال تعالى‏:‏ ‏

    {‏وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏}
    وقال تعالى‏:
    {‏فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ‏}
    وقال تعالى‏:‏
    {‏وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ[
    فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ‏}

    فعقوبة المعصية‏,‏ المعصية بعدها‏
    كما أن من ثواب الحسنة‏,‏ الحسنة بعدها
    ] قال تعالى‏:‏ ‏]

    {‏وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى‏}
    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة 1.1



    {‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

    قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ *
    أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ‏}‏ [/size]
    أي‏:‏ إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض
    وهو العمل بالكفر والمعاصي
    ‏ ومنه إظهار سرائر المؤمنين لعدوهم وموالاتهم للكافرين

    {‏قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ‏}

    فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض‏
    ‏ وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح‏
    ‏ قلبا للحقائق‏,‏ وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقًا
    وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية‏
    ‏ مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة‏
    ‏ وأرجى لرجوعه‏.‏
    ولما كان في قولهم‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ‏}

    حصر للإصلاح في جانبهم ـ
    وفي ضمنه أن المؤمنين ليسوا من أهل الإصلاح ـ

    قلب الله عليهم دعواهم بقوله‏:
    ‏ ‏{‏ألا إنهم هم المفسدون‏}
    ‏ فإنه لا أعظم فسادًا ممن كفر بآيات الله
    ‏ وصد عن سبيل الله، وخادع الله وأولياءه‏
    ووالى المحاربين لله ورسوله‏
    ‏ وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح‏
    ‏ فهل بعد هذا الفساد فساد‏؟
    ‏ ولكن لا يعلمون علمًا ينفعهم‏
    ‏ وإن كانوا قد علموا بذلك علما تقوم به عليهم حجة الله
    وإنما كان العمل بالمعاصي في الأرض إفسادًا‏
    ‏ لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض

    من الحبوب والثمار والأشجار‏,‏ والنبات
    ‏ بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي
    ولأن الإصلاح في الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به‏
    ‏ لهذا خلق الله الخلق‏,‏ وأسكنهم في الأرض‏
    وأدر لهم الأرزاق‏,‏ ليستعينوا بها على طاعته
    ‏[‏وعبادته‏]‏
    فإذا عمل فيها بضده‏,‏ كان سعيا فيها بالفساد فيها‏
    ‏ وإخرابا لها عما خلقت له‏.‏



    تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة Mam3



    [size=21]تفسير الايات من 6 الى 11 من سورة البقرة User.aspx?id=93097&f=salam[/size]
    [/size]
    الكود:

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 6:48 am