الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين Empty لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين

    مُساهمة  أبو مصعب السبت أكتوبر 09, 2010 12:51 am

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عنالنبي - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : ( وعزتيلا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفتهيوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) .
    تخريج الحديث
    أخرجه ابن حبان في صحيحه ، والبزار في مسنده ، و البيهقي في شعب الإيمان ، و ابن المبارك في كتابالزهد ، و أبو نعيم في حلية الأولياء ، وصححه الحافظ ابن حجر في مختصرزوائد البزار ، والشيخ الألباني في السلسلة .
    فضيلة الخوف
    أمر الله عباده بالخوف منه ،وجعله شرطاً للإيمان به سبحانه فقال :{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } (آل عمران 175) ، ومدح أهله في كتابهوأثنى عليهم بقوله : {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون }إلى أن قال :{أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون }(المؤمنون57 -61)، وبين سبحانهما أعده الله للخائفين في الآخرة فقال :{ولمن خاف مقام ربه جنتان }(الرحمن 46).
    وهذا الحديث العظيم يبين منزلة الخوف منالله وأهميتها ، وأنها من أجل المنازل وأنفعها للعبد ، ومن أعظم أسبابالأمن يوم الفزع الأكبر .
    من خاف أدلج
    والخوف هو السوط الذي يسوق النفس إلىالله والدار الآخرة ، وبدونه تركن النفس إلى الدعة والأمن وترك العملاتكالاً على عفو الله ورحمته ، فإن الآمن لا يعمل ، ولا يمكن أن يجتهد فيالعمل إلا من أقلقه الخوف وأزعجه ، ولهذا قال من قال من السلف : " الخوفسوط الله يقوم به الشاردين عن بابه ، وما فارق الخوف قلباً إلا خرب " وقالآخرون : " الناس على الطريق ما لم يزل الخوف عنهم ، فإذا زال الخوف ضلواالطريق " .
    لا بد من الثلاثة معاً
    ينبغي للعبد أن يجمع بين ثلاثة أمور: وهي المحبة والخوف والرجاء ، فإن القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلةالطائر ، فالمحبة رأسه ، والخوف والرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأسوالجناحان فالطائر جيد الطيران ، ومتى قطع الرأس مات الطائر ، ومتى فقدالجناحان فقد أصبح عرضة لكل صائد وكاسر " ، والاقتصار على واحد من هذهالأمور الثلاثة دون الباقي انحراف عن الجادة ، وخلل في السلوك ، فعبادةالله بالخوف وحده يورث اليأس والقنوط وإساءة الظن بالله جل وعلا ، وهومسلك الخوارج ، وعبادته بالرجاء وحده يوقع في الغرور والأمن من مكر الله ،وهو مسلك المرجئة ، وعبادته بالمحبة طريق إلى الزندقة والخروج من التكاليف، وهو مسلك غلاة الصوفية الذين يقولون لا نعبد الله طمعاً في جنته ولاخوفاً من ناره ولكن حباً في ذاته ، ولهذا قال السلف قولتهم المشهورة : "من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروريٌ ـ أيخارجي ـ ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف والحب والرجاءفهو مؤمن موحِّد " .
    ولكن السلف استحبوا أن يُغلَّب في حالالصحة جانب الخوف على جانب الرجاء ، لأن العبد لا يزال في ميدان العمل ،وهو بحاجة ما يسوقه إلى العمل ، وأما في حال الضعف والخروج من الدنيا ،فإن عليه أن يقوي جانب الرجاء ، لأن العمل قد أوشك على الانتهاء ، وحتىيموت وهو يحسن الظن بالله ، وقد سبق الحديث عن مسألة الرجاء وحسن الظنبالله عند الكلام على حديث ( أنا عند ظن عبدي بي ) .
    حقيقة الخوف ، ودرجاته
    والخوف ليس مقصودا لذاته ، بل هو وسيلةلغيره ، ولهذا يزول بزوال المخوف ، فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هميحزنون ، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم : فالخوف المحمود هو ما حالبين صاحبه وبين محارم الله عز وجل ، قال بعض الحكماء : " ليس الخائف الذىيبكي ويمسح عينيه بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه " ، ومنه قدر واجبومستحب ، فالواجب منه ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم ، فإن زادعلى ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التشمير في النوافل ، والبعد عنالمكروهات ، وعدم التوسع في فضول المباحات ، كان ذلك مستحباً ، فإن زادعلى ذلك ، بحيث أدى إلى اليأس والقنوط والمرض ، وأقعد عن السعي في اكتسابالفضائل كان ذلك هو الخوف المحُرَّم .
    من كان بالله أعرف كان منه أخوف
    وعلى قدر العلم والمعرفة باللهيكون الخوف والخشية منه ، قال سبحانه :{إنما يخشى الله من عباده العلماء}(فاطر 28) ، ولهذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعرف الأمة بالله جلوعلا وأخشاها له كما جاء في الحديث وقال : (لو تعلمون ما أعلم لضحكتمقليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلىالصعدات تجأرون إلى الله ) رواه الترمذي .
    ولما سألت عائشة رضي الله عنهاالنبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى :{والذين يؤتون ما آتواوقلوبهم وجلة }(المؤمنون 60) ، هل هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال Sad لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافونأن لا يقبل منهم ) رواه الترمذي ، قال الحسن : "عملوا والله بالطاعاتواجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ،والمنافق جمع إساءة وأمنا " .
    من أحوال الخائفين
    ولو تأملت أحوال الصحابة والسلفوالصالحين من هذه الأمة لوجدتهم في غاية العمل مع الخوف ، وقد روي عنهمأحوال عجيبة تدل على مدى خوفهم وخشيتهم لله عز وجل مع شدة اجتهادهموتعبدهم .
    فهذا الصدِّيق رضي الله عنه يقول : "وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن " ، وكان أسيفاً كثير البكاء ، وكان يقول :" ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا " ، وكان إذا قام الى الصلاة كأنه عود منخشية الله عز وجل ، وكان عمر رضي الله عنه يسقط مغشياً عليه إذا سمع الآيةمن القرآن ، فيعوده الناس أياماً لا يدرون ما به ، وما هو إلا الخوف ،وكان فى وجهه رضى الله عنه خطان أسودان من البكاء ، وكان عثمان بن عفانرضي الله عنه إذا وقف على القبر يبكى حتى تبتل لحيته ، ويقول : " لو أننيبين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أنأعلم الى أيتهما أصير " ، وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتىعلى قول الله تعالى :{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذينآمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }( الجاثـية 21)جعل يرددها ويبكى حتى أصبح ، وتتبع ما ورد من أحوالهم أمر يطول ولكن حسبناما ذكرنا ففيه الكفاية إن شاء الله ، نسأل الله أن يرزقنا خشيته في الغيبوالشهادة إنه جواد كريم .


    لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين Salam_red

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 7:23 pm