الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم "

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم " Empty تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم "

    مُساهمة  أبو مصعب السبت أكتوبر 09, 2010 12:45 am


    تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم "
    الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
    نسمعُ كثيراً عبارةَ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَـلَيْكُم "
    فهل هذهِ العبارةُ جاءت حديثاً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم ؟
    وما درجتهُ إن كانت حديثاً نبوياً من جهةِ الصحةِ أوالضعفِ ؟
    جاءت هذهُ العبارةُ مرفوعةً إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم من طريقين :
    الطريقُ الأولى :
    روى القضاعي في " مسند الشهاب "(1/336) من طريقِ الكرماني بنِ عمرو ، ثنا المباركُ بنُ فضالة ، عن الحسنِ، عن أبي بكرةَ ، عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال : " ثم كَمَاتَكُونُوا يُولَّى أو يُؤمرُ عَـلَيْكُم " .
    وفي هذا السندِ المباركُ بنُ فضالة ، قال عنهُ الحافظُ ابنُ حجر في " التقريب " : " صدوقٌ يُدلِّس ويُسوي " .
    وتدليسُ التسويةِ من أسوءِ أنواعِ التدليسِ .
    وقد تكلم عددٌ من أهلِ العلمِ في روايتهِ عن الحسنِ البصري .
    قال نعيمُ بنُ حماد عن عبدِ الرحمن بنِ مهدي : لم نكتب للمباركِ شيئاً إلا شيئاً يقولُ فيه : " سمعتُ الحسنَ " .
    وفي هذا السندِ لم يقل المباركُ بنُ فضالة : " حدثنا " .
    قال المناوي في " فيض القدير "عن هذا السندِ (5/47) : " قال ابنُ طاهرٍ : " والمباركُ وإن ذُكر بشيءٍ منالضعفِ فالعمدةُ على من رواهُ عنهُ فإن فيهم جهالةً " .ا.هـ.
    وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في "تخريجه لأحاديثِ الكشافِ " (1/345) : " رواهُ القضاعي في مسندِ الشهابِوفي إسنادهِ إلى مبارك مجاهيل " .ا.هـ.
    وقال العجلوني في " كشف الخفاء "(2/166) : " وأخرجهُ ابنُ جميع في معجمهِ ، والقضاعي عن أبي بكرةَ بلفظ :" يولى عليكم بدون شكٍ ، وفي سندهِ مجاهيلٌ " .ا.هـ.
    الطريقُ اـثانيةُ :
    رواها الديلمي في " مسند الفردوس "، والبيهقي في " الشعب " كما رمز لهُ السيوطي في " الجامع الصغير " ، وذكرسندَهُ المناوي في " فيض القدير " (5/47) فقال : ( فر ) وكذا القضاعيكلاهما من حديثِ يحيى بنِ هاشم ، عن يونس بنِ أبي إسحاق ، عن أبيهِ ، عنجدهِ عن ( أبي بكرة ) مرفوعاً .
    قال السخاوي : ورواية يحيى في عداد من يضع .
    ( هب ) من جهةِ يحيى بنِ هشامٍ ، عنيونس بنِ إسحاق ( عن أبي إسحاق ) عمرَ بنِ عبد الله ( السبيعي مرسلا )بلفظ : " كما تكونوا كذلك يؤمر عليكم " ، ثم قال : " هذا منقطعٌ ، وراويهِيحيى بنُ هشامٍ ضعيفٌ .ا.هـ.
    وقال العجلوني في " كشف الخفاء "(2/166) : " قال في الأصلِ : " رواهُ الحاكمُ ، ومن طريقهِ الديلمي عن ابيبكرةَ مرفوعاً ، وأخرجهُ البيهقي بلفظ : " يؤمر عليكم " . بدون شكٍ ،وبحذفِ أبي بكرة ؛ فهو منقطعٌ " .ا.هـ.
    وأورد هذا الحديثَ السيوطي في " الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة " ( ح 329 ) فقال : " حديثُ : " كما تكونوا يولى عليكم " .
    ابنُ جميع في " معجمه " من حديثِأبي بكرةَ ، والبيهقي في " الشعب " من حديثِ يونس بنِ أبي إسحاق ، عنأبيهِ مرفوعاً ، ثم قال : " هذا منقطعٌ " .ا.هـ.
    قال الشيخُ محمد لطفي الصباغ محققُ " الدرر " للسيوطي في الحاشيةِ : ضعيفٌ ...
    وأوردهُ أيضاً المُلا علي القاري في" الأسرار المرفوعة " ( ح 281) ، والشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ح624) وقال : " في إسنادهِ وضاعٌ . وفيهِ إنقطاعٌ " .ا.هـ.
    وجاء في " تذكرة الموضوعات " : " في سندهِ انقطاعٌ وواضعٌ هو يحيى بنُ هشام ، وله طريقٌ فيهِ مجاهيلٌ " .ا.هـ.
    وقال الزرقاني في " مختصر المقاصد الحسنة " ( ح 772 ) : " ضعيفٌ " .
    وجاء في " أسنى المطالب " (1/221) : " فيهِ من يضعُ الحديثَ ، وهو يحيى بنُ هشامٍ ، ويروى من طريقٍ آخر مرسلاً " .ا.هـ.
    وقد ذكر الحديثَ العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (320) ، و " ضعيف الجامع " (4275) ، و " المشكاة (3717) ، وقال : " ضعيفٌ " .
    أثرٌ عن الحسنِ البصري :
    قال السخاوي في " المقاصد الحسنة "عند حرفِ الكافِ : وعند الطبراني معناهُ من طريقِ عمرَ وكعبِ الأحبارِوالحسنِ فإنهُ سمع رجلاً يدعو على الحجاجِ فقال له : " لا تفعل إنكم منأنفسكم أُتيتم ، إنا نخافُ إن عُزل الحجاجُ ، أو مات أن يستولي عليكمالقردةُ والخنازيرُ ، فقد روي أن أعمالكم عمالكم ، وكما تكونون يولى عليكم" .
    وقد بحثتُ عنهُ في معاجمِ الطبراني الثلاثةِ بهذا اللفظِ فلم أجدهُ .
    فوائد في ثنايا البحثِ :
    الفائدةُ الأولى :
    قال العجلوني في " كشف الخفاء " (2/166) : " وفي فتاوىابنِ حجرِ : " وقال النجمُ : روى ابنُ ابي شيبةَ ، عن منصورِ بنِ أبيالأسود ، قال سألتُ الأعمشَ عن قولهِ تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّيبَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] ما سمعتهم يقولون فيه ؟قال : " سمعتهم إذا الناسُ أُمّر عليهم شرارهم .
    وروى البيهقي عن كعب قال : " إن لكلِ زمانٍ ملكاً يبعثهُاللهُ على نحو قلوبِ أهلهِ ؛ فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحاً ، وإذاأراد هلاكهم بعث عليهم مترفيهم " .ا.هـ.
    أما أثرُ الأعمش فقد رواهُ أيضا أبو نعيم في " الحلية " (5/51) .
    الفائدةُ الثانيةُ :
    قال الألوسي في " روح المعاني "(8/27) عند قولهِ تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَبَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] : " واستدل بهِ على أن الرعيةَ إذا كانواظالمين ، فاللهُ تعالى يسلطُ عليهم ظالماً مثلهم ، وفي الحديثِ : " كَمَاتَكُونُوا يُولَّى عَـلَيْكُم " ، أو المعنى نجعلُ بعضهم قرناءَ ... ".ا.هـ.
    وقال العلامةُ الألباني في " الضعيفة" (320) بعد تخريجهِ للحديثِ : " ثم أن الحديثَ معناهُ غيرُ صحيحٍ علىإطلاقهِ عندي ، فقد حدثنا التاريخُ تولي رجلٍ صالحٍ عقب أميرٍ غيرِ صالحٍوالشعبُ هو هو " .ا.هـ.
    الفائدةُ الثالثةُ :
    قال الطرطوشي في " سراج الملوك " ( ص 197) : " البابُ الحادي والأربعون في " كما تكونوا يولى عليكم " .
    لم أزل أسمعُ الناسَ يقولون :" أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم " إلى أن ظفرتُ بهذا المعنى فيالقرآن قال الله تعالى : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَبَعْضًا " [ الأنعام : 129 ] ، وكان يقالُ : " ما أنكرت من زمانِك فإنماأفسدهُ عليك عملُك .
    وقال عبدُ الملك بنُ مروان :" ما أنصفتمونا يا معشرَ الرعيةِ ، تريدونا منا سيرةَ أبي بكر وعمرَ ، ولاتسيرون فينا ولا في أنفسكم ... " .ا.هـ.
    الفائدةُ الرابعةُ :
    استدل بعضُ أهلِ اللغةِ بلفظِ هذاالحديثِ على فائدةٍ لغويةٍ ذكرها ابنُ هشام في " المغني " ، وسأنقلُ هذهالفائدةَ من " مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري "للشيخِ محمدِ بنِ صالحِ بنِ عثيمين – رحمه الله – ( ص 110 – 111) : "القاعدة الحادية عشرة : من مُلحِ كلامِهم تقارضُ اللفظين في الأحكامِ ،ولذلك أمثلةٌ منها : إعطاءُ كلمةِ ( غير ) حكم ( إلا ) في الاستثناءِ ،وإعطاءُ حكمِ ( إلا ) حكم ( غير ) ، ومنها إعطاءُ ( أن ) حكم ( ما )المصدرية المهملة في الإهمالِ وبالعكسِ ، ومُثِّل له بقوله صلى الله عليهوسلم : " كما تكونوا يولى عليكم " ذكره ابنُ الحاجبِ ، والمعروف : " كماتكونون " ...ا.هـ.
    وجاء أيضاً في " كشف الخفاءِ "للعجلوني (2/167) : " وذكر ابنُ الأنباري أن الروايةَ " كما تكونوا "بحذفِ النونِ ، وكما ناصبةٌ حملاً على " أن " ‏.‏
    وذكر السيوطي في " فتاواه الحديثية "أنهُ رواهُ البيهقي في " شُعبهِ " وغيرهِ : " وإن حذفَ النونِ على لغةِ منيحذفها بلا ناصبٍ ولا جازمٍ‏ .‏ وكما في حديثِ : " لا تدخلوا الجنةَ حتىتؤمنوا " أو أن حذفها على رأي الكوفيين الذين ينصبون بكما ‏.‏ أو على أنهُمن تغييرِ الرواةِ ، لكن هذا بعيدٌ جداً ، انتهى‏ .‏
    وأنشد بعضُهم في المقام‏ِ :‏
    بذنوبنا دامت بليتنا * * * والله يكشفها إذا تبنا
    انتهي هذا البحثُ الذي أرجو أن يكونَ فيهِ النفعُ والفائدةُ . آمين .
    تخريجُ حديثِ : " كَمَا تَكُونُوا يُولَّى عَلَيْكُم " Salam_red

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 6:18 pm