الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    كيف اصبحت مصر مسلمة

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    كيف اصبحت مصر مسلمة Empty كيف اصبحت مصر مسلمة

    مُساهمة  أبو مصعب الأحد أكتوبر 10, 2010 7:50 am


    لماتم للمسلمين فتح بلاد الشام وفلسطين اتجهت أنظارهم إلى مصر، وقد لمعت هذهالفكرة في ذهن عمرو بن العاص أحد قادة فتوح الشام، فعرضها على الخليفة عمربن الخطاب حين قدم "الجابية" من أعمال دمشق سنة (18هـ = 639م) وكانالخليفة العادل قد غادر المدينة إلى بلاد الشام ليتسلم مدينة القدس صلحًا،بعد أن أصر بطريرك المدينة المقدسة على حضور الخليفة ليتسلمها بنفسه.

    [b]وكان فتح مصر ودخولها تحت سلطان المسلمين ضرورة ملحة، تفرضها دواعيالاستقرار واستتباب الأمن والسلام في الشام، بعد أن رأى عمرو أن سواحلسورية وفلسطين لن تكون في مأمن أبدًا ما دام أسطول الروم يعتمد في قواعدهعلى مصر.


    تردد الخليفة في قبول هذه الفكرة في بادئ الأمر، وكان عمر يكره أن يبتعدعنه جيشه أو يفصل بينه وبينهم بحار ومفاوز، فيصعب عليه أن يتابعهم، ويتتبعأخبارهم، كما أنه كان ضنينًا بجنوده حريصًا على حياتهم لا يوردهم موردالهلاك، ولا يدفع بهم إلا حيثما تتحقق الثمرة وترجى الفائدة، غير أن عمرولم يزل به يقنعه ويضمن له أسباب النجاح والظفر، والبعد عن مكامن الخطر،حتى رضي الخليفة العادل وأذن له بالفتح.


    ]مقدمات الفتح



    خرج عمرو بن العاص من "قيسارية" بالشام على رأس قوة صغيرة تبلغ نحو أربعةآلاف جندي في أواخر سنة (18هـ = 639م)، مخترقًا رمال سيناء حتى وصل العريشفي (ذي الحجة 18هـ = ديسمبر 639م)، وقضى بها عيد الأضحى، بعد أن فتحها منغير مقاومة، فلم تكن بها حامية للدفاع عنها، ثم غادرها غربًا سالكًاطريقًا بعيدًا عن البحر، وهو طريق كان يسلكه الفاتحون والمهاجرونوالسائحون منذ أقدم العصور، حتى وصل إلى مدينة "الفرما" وهي مدينة قديمة،ذات حصون قوية شرقي مدينة بورسعيد الحالية، وكان لها ميناء يطل على البحر،ويصل إليها جدول ماء من النيل. وقد اضطر المسلمون إلى حصارها شهرًا أو أقلمن ذلك، أبلوا خلالها بلاءً حسنًا، حتى فتحت المدينة في (أول المحرم 19هـ= 2 من يناير 640م) وأجمع المؤرخون أن للقبط يدًا في هذا النصر، إذ كانواأعوانًا للفاتح الشجاع.


    الطريق إلى بابليون


    تقدم عمرو حتى وصل إلى "بُلْبَيْس" في (15 من المحرم سنة 19هـ=16 من يناير640م) فحاصرها شهرًا حتى تمكن من فتحها بعد قتال شديد مع الروم، واستشهدمن المسلمين عدد غير قليل في حين خسر الروم ألف قتيل، ووقع في الأسر نحوثلاثة آلاف، وأصبح الطريق ممهدًا لعمرو لكي يصل إلى رأس الدلتا وحصنبابليون.


    وواصل عمرو سيره حتى بلغ قرية "أم دنين"، وهي قرية كانت تقع على النيلشمال حصن بابليون، وموقعها الحالي في قلب القاهرة عند الحديقة التي تشغلهاحديقة الأزبكية وما حولها، وكان النيل يومئذ يمر بهذا المكان.


    عمرو يطلب المدد

    ***********
    تنبه الروم على خطورة موقفهم، بعد أن أصبح المسلمون في وسط البلاد، فانحدرالروم إلى حصن بابليون لتنظيم الدفاع، ونشب قتال بين الفريقين، لكنه لميكن حاسمًا، وكان الروم يستغلون اتصال حصن بابليون بحامية "أم دنين" عنطريق النيل فيشنون غارات سريعة على المسلمين، ولم تكن قواتهم من الضخامةبحيث تتحمل خسائر متلاحقة تصيبهم من الروم، فاضطر عمرو إلى طلب النجدة،حتى يكمل مسيرته، ويعوض ما فقده خلال غزوته، فبعث إليه عمر بن الخطاببأربعة آلاف مقاتل، وبكتاب يقول فيه: "قد أمددتك بأربعة آلاف، فيهم أربعةرجال، الواحد منهم بألف رجل"، وكان هؤلاء الأربعة هم: الزبير بن العوام،وعباد بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، والمقداد بن الأسود، وكلهم من شجعانالرجال وأبطال الحرب.


    معركة هليوبوليس


    ولما وصل المدد إلى عمرو بن العاص في (جمادى الآخرة سنة 19هـ=يونيو سنة640م) سار بجيشه إلى مدينة عين شمس (هليوبوليس)، وقامت خطته على أن يجتذبإليه جند الروم لينازلهم خارج الحصن، ولم تكن للعرب وقتئذ خبرة تامةباقتحام الحصون والاستيلاء عليها.


    وخرجت جيوش الروم لملاقاة المسلمين في السهل الواقع بين الحصن ومدينة عينشمس وكانت عيون عمرو قد نقلت إليه أخبار هذا التحرك، فأعد خطة ماهرة،واستعد بقلب جيشه عند عين شمس، وأرسل في جنح الليل كمينًا من جيشه استقرغربًا في قرية أم دنين، وآخر اختبأ عند جبل المقطم.


    ولما بدأت المعركة وكانت في (رجب سنة 19هـ = يوليو 640م)، واشتد القتال،انقضت الكتيبة المختبئة عند الجبل بقيادة خارجة بن خدافة على مؤخرة الروم،وأعملت فيهم السيف، فأخذتهم المفاجأة، وتملكهم الفزع والرعب، فولوا هاربيننحو قرية "أم دنين" وكان في انتظارهم الكتيبة الأخرى، فأحاطت بهم وأمعنتفيهم قتلاً وضربًا، وفر الباقون إلى حصن بابليون.


    حصار حصن بابليون


    مكن هذا النصر معسكرات المسلمين من أن تشرف على حصن بابليون مباشرة منجهته الشمالية والشرقية، ولا تزال بقايا هذا الحصن موجودة في حي مصرالقديمة، وكانت أسوار هذا الحصن تضم مساحة تزيد عن الستين فدانًا.


    ضرب المسلمون حصارًا قويًا على الحصن المنيع، غير عابئين بمجانيق الروم،تدفعهم حماستهم وحب الجهد ونيل الشهادة في مهاجمة الحصن، والقيام بسلسلةمن المناوشات التي كانت نتائجها تضعف معنويات المحاصرين، ولم يكد يمضي علىالحصار شهر حتى دب اليأس في نفس "المقوقس" حاكم مصر، فأرسل في طلبالمفاوضة والصلح، فبعث عمرو بن العاص وفدًا من المفاوضين على رأسه عبادةبن الصامت الذي كلف بألا يتجاوز في مفاوضته أمورًا ثلاثة يختار الرومواحدة منها، وهي: الدخول في الإسلام، أو قبول دفع الجزية للمسلمين، أوالاحتكام إلى القتال، فلم يقبل الروم العرضين الأولين، وأصروا على مواصلةالقتال.


    وحاول المقوقس أن يعقد صلحًا مع عمرو بعد أن تيقن أنه لا قبل له بمواجهةالمسلمين، وآثر الصلح وحقن الدماء، واختار أن يدفع الجزية للمسلمين، وكتبشروط الصلح، وأرسلها إلى هرقل إمبراطور الروم للموافقة عليها، وأسرع إلىالإسكندرية مغادرًا الحصن، وأردف شروط الصلح برسالة إلى هرقل يعتذر فيهالسيده عما أقدم عليه من الصلح مع السلمين، فما كان من هرقل إلا أن أرسلإليه وإلى قادة الروم يعنفهم على تخاذلهم وتهاونهم إزاء المسلمين، ولم يكنلهذا معنى سوى رفض شروط الصلح.


    استأنف المسلمون القتال وشددوا الحصار بعد فشل الصلح، وفي أثناء ذلك جاءتالأنباء بوفاة هرقل ففتّ ذلك في عضد الجنود داخل الحصن، وزادهم يأسًا علىيأس، في الوقت الذي صحت فيه عزائم المسلمين، وقويت معنوياتهم، وقدموا أروعأمثلة الشجاعة والفداء، وفي غمرة الحصار تطوَّع الزبير بن العوام بتسلقسور الحصن في ظلام الليل، وتمكن بواسطة سلم وضع له أن يصعد إلى أعلىالسور، ولم يشعر الروم إلا بتكبيرة الزبير، تهزُّ سكون الليل، ولم يلبث أنتبعه المسلمون يتسابقون على الصعود، تسبقهم تكبيراتهم المدوية فتنخلع لهاأفئدة الروم التي ملأها اليأس، فكانت تلك التكبيرات أمضى من كل سلاحقابلهم، ولم تكد تشرق شمس يوم (18 من ربيع الآخر سنة 20 هـ=16 من إبريل641م) حتى كان قائد الحصن يعرض الصلاح على عمرو ومغادرة الحصن، فكان ذلكإيذانًا بعهد جديد تسلكه مصر، ولا تزال تحمل رايته حتى يومنا هذا.


    ***********

    منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:22 am