الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    أَنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِق عليك

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    أَنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِق عليك Empty أَنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِق عليك

    مُساهمة  أبو مصعب السبت أكتوبر 09, 2010 12:47 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
    وعلى آله وصحبه أجمعين

    أَنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِق عليك




    ................

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك )
    تخريج الحديث
    رواه البخاري و مسلم .
    منزلة الحديث
    هذا الحديث منالأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله ،وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته ، وإخلاف الله على العبد ماأنفقه في سبيله .
    فضل الإنفاق
    جاءت النصوص الكثيرة التي تبين
    فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله
    وتحث المسلم علىالبذل والعطاء ابتغاء الأجر الجزيل من الله سبحانه ، فقد جعل الله الإنفاقعلى السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم :
    { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }
    ( الذاريات 16-19)
    وضاعف العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة فقال سبحانه :
    { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة }
    ( البقرة 245) .
    والصدقة من أبوابالخير العظيمة ، ومن أنواع الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدمعلى الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضعواحد ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكموألسنتكم ) رواه أبو داود .
    وأحب الأعمال إلىالله كما جاء في الحديث ( سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضيعنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
    والصدقة ترفع صاحبها حتى توصله أعلى المنازل ، قال - صلى الله عليه وسلم - : .
    ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه
    ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل... )
    رواه الترمذي .
    كما أنها تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم :
    ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة )
    رواه الحاكم وصححهالألباني ، أضف إلى ذلك إطفاؤها للخطايا وتكفيرها للسيئات ، ومضاعفتها عندالله إلى أضعاف كثيرة ، ووقايتها من عذاب الله كما جاء في الحديث
    ( اتقوا النار ولو بشق تمرة )
    رواه البخاري وغير ذلك من الفضائل .
    فهو يخلفه
    ومن فضائل الصدقةالتي دل عليها هذا الحديث القدسي مباركتها للمال ، وإخلاف الله على صاحبهابما هو أنفع له وأكثر وأطيب ، وقد وعد سبحانه في كتابه بالإخلاف على منأنفق - والله لا يخلف الميعاد - قال تعالى :
    {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }
    (سبأ 39)
    أي مهما أنفقتم منشيء فيما أمركم به وأباحه لكم ، فإنه يخلفه عليكم في الدنيا بالبدَل ، وفيالآخرة بحسن الجزاء والثواب ، فأكد هذا الوعد بثلاث مؤكدات تدل على مزيدالعناية بتحقيقه ، ثم أتبع ذلك بقوله :{وهو خير الرازقين }
    لبيان أن ما يُخْلِفه على العبد أفضل مما ينفقه .
    ومما يدل أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وزيادته ،
    قوله تعالى :
    {لئن شكرتم لأزيدنكم }
    ( إبراهيم 7)
    والصدقة غايةٌ في الشكر .
    كما أن نصوص السنةالثابتة جاءت بما يؤكد هذا المعنى الذي دلت عليه آيات الكتاب، ومنها قوله- صلى الله عليه وسلم - : ( .. وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلازاده الله بها كثرة .... ) رواه أحمد ، وقوله :
    ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) أخرجاه في الصحيحين .
    وفي مقابل ذلك جاءت نصوص عديدة تردُّ على من ظن أن الصدقة منقصة للمال ، جالبة للفقر ،
    وتبين أن الشح والبخل هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق ، يقول- صلى الله عليه وسلم- :
    ( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه ، قال : ما نقص مال عبد من صدقة .... )
    رواه الترمذي .
    وعادَ - صلى الله عليه وسلم- بلالاً ذات مرة في مرض أصابه ،
    فأخرج له بلال كومة من تمر ، فقال : ما هذا يا بلال ؟ قال : ادخرته لك يا رسول الله ، قال :
    ( أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم ،
    أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً )
    رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن .
    إضافة إلى أن الواقعوالتجربة المشاهدة والمحسوسة ، تثبت أن المعونة تأتي من الله على قدرالمؤونة ، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته ، فمن أَكثر أُكثر له ،ومن أقل أُقِل له ، ومن أمسك أُمسِك عليه ، وهو أمر مجرب محسوس ، والقضيةترتبط بإيمان العبد ويقينه بما عند الله
    قال الحسن البصري رحمه الله : "من أيقن بالخُلْف جاد بالعطية" .
    بين الإسراف والتقتير
    ولأن هذا المال هو فيالحقيقة مال الله ، استخلف عباده فيه لينظر كيف يعملون ، فليس للإنسانالحق المطلق في أن يتصرف فيه كيف يشاء ، بل إن تصرفاته ينبغي أن تكونمضبوطة بضوابط الشريعة ، محكومة بأوامرها ونواهيها
    فيُبْذَل حيث يُطْلبالبذل ، ويُمْسك حيث يجب الإمساك ، والإمساك حيث يجب البذل بُخْلٌ وتقتير، والبذل حيث يجب الإمساك إسراف وتبذير ، وكلاهما مذموم ، وبينهما وسطمحمود وهو الكرم والجود
    وهو الذي أمر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله :
    {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }
    (
    الإسراء 29)، وامتدح به عباده المؤمنين بقوله :
    {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }
    (الفرقان 67) ، قال ابن عباس :
    " في غير إسراف ولا تقتير " ،
    وسُئل ابن مسعود عن التبذير فقال :
    " إنفاق المال في غير حقه " .
    فالجود في ميزان الشرع - كما قال ابن حجر - :
    " إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة "
    ، وهو وسط بين الإسراف والإقتار ، وبين البسط والقبض ،
    وله مجالاته المشروعة ، ولذا فإن بذل المال في غير موضعه
    قد لا يكون كرماً ، ومما أثر عن مجاهد قوله :
    " إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد ،
    ولا يتأول هذه الآية :
    {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }
    (سبأ 39)
    ، فإن الرزق مقسوم ،
    لعل رزقه قليل ، وهو ينفق نفقة الموَسَّع عليه " .


    اللهم اجعلنا من المتصدقين فى كل حال
    اللهم ارزقنا كى نتصدق
    اللهم اجعلنا من المتصدقين فى شهرك المبارك وضاعف لنا حسناتنا فيه

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm