الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    محنة الإمام ابن حِبَّان

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    محنة الإمام ابن حِبَّان Empty محنة الإمام ابن حِبَّان

    مُساهمة  أبو مصعب السبت أكتوبر 09, 2010 5:43 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمدلله والصلاة
    والسلام على رسول الله
    وعلى آله وصحبه أجمعين

    ..........................




    خلالدراستنا التاريخية لأحداث وفعاليات المحن والابتلاءات التي تعرض لها علماءالأمة وجدنا أن غالبية هذه المحن كانت بسبب الحسد والتعصب المذهبي، أوبسبب فتوى أو قول أو رأي قال به العالم المبتلى، أو بسبب الثبات على الحقوالجهر به والتصدي للظلم والظلمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا،ولكن أن يبتلى العالم ويمتحن امتحانًا شديدًا ويكفر ويهدر دمه بسبب كلمةقالها لم يرد بها إلا الخير والحق!!! فهذه حقًا تعتبر من أعجب المحن، وهوعين ما جرى للإمام ابن حبان البستي.



    التعريف به:



    هوالإمام العلم العلامة، الحافظ المجود، شيخ خراسان، أحد أوعية العلمالكبار، ورجل من كبار رجالات الحديث، أبو حاتم محمد بن حبان البستي، صاحبالكتب الشهيرة والمصنفات الفائقة، ولد في مدينة بُست من أعمال سجستان فيخراسان ]مدينة في إيران الآن] سنة 273هـ،فأخذ في طلب الحديث منذ بواكيره، وخرج على عادة طلاب الحديث لرحلة علميةكبيرة وواسعة لسماع الحديث من شيوخه وأعلامه في شتى أرجاء الدولةالإسلامية، فطاف أولاً أقاليم خراسان كلها ثم العراق ودخل مصر والشاموالسواحل والحجاز واليمن، حتى إنه قد حمل العلم والحديث عن أكثر من ألفيشيخ، فيا لها من همة عالية رفعت لمصاف علماء الأمة الكبار وحفاظهاالمعروفين.



    مصنفاته:



    لابنحبان مصنفات كثيرة وشهيرة لم يبق منها للأسف الشديد سوى النذر اليسير،أشهرها على الإطلاق كتاب الأنواع والتقاسيم الذي أطلق عليه أهل العلم اسم (المسند الصحيح)، وهو كتاب لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه تمامًا، وقد التزم ابن حبان فيه بنظام دقيق... قال هو عنه في مقدمته: (شرطنافي نقله ما أودعناه في كتابنا؛ ألا نحتج إلا بأن يكون في كل شيخ فيه خمسةأشياء: العدالة في الدين بالستر الجميل، الثاني: الصدق في الحديث بالشهرةفيه، الثالث: العقل بما يحدَّث من الحديث، الرابع: العلم بما يحيل المعنىمن معاني ما روى، الخامس: تعري خبره من التدليس).



    كما له كتب أخرى مشهورة مثل: التاريخ، الضعفاء، العلل، مناقب الشافعي، موقوف ما رفع، الهداية،وكتب كثيرة ضاعت بسبب فساد الأحوال، وذلك لأنه قد أوقف كتبه كلها لطلبةالعلم في داره، فلما انتشرت الفتن والاضطرابات وضعف أمر الخلافة والسلطان،استولى المفسدون على داره وضاعت كتبه العلمية.



    ثناء الناس عليه:



    لابنحبان مكانة كبيرة ومنزلة عالية في سماء علم الحديث؛ بحيث إنه كان ممن يشدإليه الرحال لسماع كتبه وأسانيده، وقد اعترف له معاصروه ومن جاء بعدهبالعلم والفضل والتقدم؛ فهذا تلميذه أبو عبد الله الحاكم وهو من كبارعلماء الحديث وصاحب كتاب المستدرك يقول عنه: (كانابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاءالرجال، وقد أقام عندنا في نيسابور وبنى الخانقاه (مثل المدرسة) وقرئ عليهجملة من مصنفاته ثم خرج إلى وطنه سجستان عام 340هـ وكانت الرحلة إليهلسماع كتبه).



    وقال عنه الحافظ أبو سعد الإدريسي:(كان ابن حبان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، عالمًا بالطب وبالنجوم [يقصدالفلك] وفنون العلم، وقد صنف المسند الصحيح، وقد تولى قضاء سمرقند زمانًافنشر الفقه والعلم هناك بين الناس).



    وقال عنه الخطيب البغدادي: كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهمًا.



    ولولاأن ابن حبان قد أقدم على توثيق المجاهيل في مسنده لارتفع شأن هذا المسندإلى مصاف الكتب الستة، وأيضًا لزادت مكانته ودرجته في مصاف العلم والعلماء.



    محنته:



    تعتبرالمحنة التي تعرض لها الإمام ابن حبان وكادت تودي بحياته وتقضي على تراثهوعلمه من أعجب المحن والفتن التي يتعرض لها أحد من أهل العلم، وتدل علىمدى خطورة الجهل بمعاني الألفاظ ومدلولاتها، وأيضًا تدل على مدى خطورةتحميل الألفاظ والأقوال من أوجه الكلام ما لا تحتمله ولا يتفق مع دينوعقيدة ومكانة قائلها، ويحضرنا عند الحديث عن محنة ابن حبان العجيبة مقولةالإمام مالك الشهيرة: ]إذا قال الرجل قولاً يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهًا والإيمان من وجه واحد حملناها على الإيمان] لأنها تكاد تنطبق على هذه المحنة الغريبة.



    ومفادالحادثة أن الإمام ابن حبان أثناء إلقائه لأحد الدروس في نيسابور سئل عنالنبوة فقال: النبوة "العلم والعمل"، وكان يحضر مجلسه بعض الوعاظ فقامإليه واتهمه بالزندقة والقول بأن النبوة مكتسبة، وارتفعت الأصوات فيالمجلس وهاج الناس بين مؤيد للتهمة ونافٍ لها، وخاضوا في هذا الخبر على كلوجه، حتى كتب خصوم ابن حبان محضرًا بالواقعة وحكموا عليه فيه بالزندقةومنعوا الناس من الجلوس إليه، وهُجر الرجل بشدة، وبالغوا في أذية ابن حبانوتمادوا في ذلك حتى كتبوا في أمر قتله وهدر دمه إلى الخليفة العباسيوقتها، فكتب بالتحري عن الأمر وقتله إن ثبتت عليه التهمة، وبعد أخذ ورداتضحت براءة ابن حبان ولكنهم أجبروه على الخروج من نيسابور إلى سجستان.وهناك وجد أن الشائعات تطارده والتهمة ما زالت تلاحقه. وتصدى له أحدالوعاظ هناك واسه يحيى بن عمار وظل يؤلب عليه حتى خرج من سجستان وعاد إلىبلده "بست"، وظل بها حتى مات رحمه الله مهمومًا محزونًا من الأباطيل وتهم الزندقة والإلحاد.



    ولكنهل مجرد كلمة واحدة تجلب على هذا العلم الفذ كل هذه المتاعب؟ ونحن نقول إنهذه الكلمة وأمثالها قد تفعل مثل ذلك وزيادة إذا ألقيت على أسماع من لايفهم معاني اللغة ومدلولاتها، وأيضًا إذا ألقيت على أسماع الحاسدينوالموتورين الذين يتربصون بأمثال هذا العالم العلامة الدوائر، وينتظرون أيمناسبة وفرصة ولو بشطر كلمة للنيل منه.



    فإن كلمة:النبوة العلم والعمل، يقولها المسلم ويقولها الزنديق، يقولها المسلم ويقصدبها مهم النبوة، إذ من أكمل صفات النبي العلم والعمل، فما من نبي قط إلاوهو على أكمل حال من العلم والعمل، وليس كل من برز فيهما نبيًا؛ لأنالنبوة محض اصطفاء من الله عز وجل، لا حيلة للعبد في نيلها ولا اكتسابها،وابن حبان لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، وذلك نظير قوله صلى الله عليهوسلم: (الحج عرفة) ومعلوم أن عرفة هو ركن الحجالأعظم، ولكن لا يكفي وحده حتى يصير العبد حاجًا، بل هناك أركان وفروضأخرى لشعيرة الحج، ولكن عرفة هو مهم الحج، كما أن العلم والعمل مهم النبوةوهذا ما قصده وأراده ابن حبان، وهذا ما يجب أن يحمل كلامه عليه وهذااللائق بمكانته وعلمه، وأيضًا اللائق بخلق المسلم الصادق الذي يحسن الظنبإخوانه المسلمين.



    وأيضًاهذه الكلمة يقولها الفيلسوف الزنديق وهو يقصد بها أن النبوة مكتسبة ينتجهاالعلم والعمل وكثرة الرياضات والمجاهدات، وهذا كفر مخالف للقرآن والسنةوإجماع المسلمين، وهذا ما لا يريده ابن حبان ولا يقصده أبدًا وحاشاه، فهومن كبار علماء الأمة وأئمتها، ولكن الجهل والحقد والحسد أعمى قلوب معارضيهحتى خاضوا فيه وأجبروه على الرحيل من مكان لآخر حتى استقر في بلده وبهامات، وما أشبه هذه الحادثة بما جرى للبخاري.


    [size=25]فرحم الله الرجلين وأجزل لهما المثوبة وجعل من أبناء الأمة من يذبون عنأعراضهم ويدفعون عنهم الأباطيل والأكاذيب ويكشفون بطلان تهم خصومهم،ويعرفون أبناء المسلمين حقيقة علماء هذا الدين.

    محنة الإمام ابن حِبَّان Moffeq
    محنة الإمام ابن حِبَّان Salam_red
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 6:39 am