السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يزال الجهل والجهلاء هم أعدى أعداء العلم والعلماء؛
فهما نقيضان متضادان، كلاهما حرب على الآخر،
كلاهما في حالة صراع قائمة ومستمرة عبر التاريخ،
فالعلم نور وحق وبيان والعلماء أهله وحراسه ومناصروه،
والجهل ظلام وباطل وبهتان والجهلاء أهله
وحراسه ومناصروه، الجهل داء والعلم دواء،
الجهل سقام القلوب والنفوس والعقول والعلم شفاؤها،
لذلك فإن الله عز وجل قد أعلى من شأن العلم والعلماء وجعلهم ورثة الأنبياء
وجعل فضل العالم على العابد كفضل النبي صلى الله عليه وسلم
على أدنى المسلمين، وعلى مر التاريخ عانى علماء الأمة الربانيون
من سفاهة الجهلاء وحماقة الأغبياء الكثير من الويلات والمحن،
بل إن بعضهم قد راح ضحية الجهل والغباوة،
ففقدت الأمة العديد من كبار الأئمة والعلماء بسبب ذلك،
وعلى رأس هؤلاء العلماء الذين راحوا ضحية الجهل والجهلاء الإمام النسائي
صاحب السنن رحمه الله.
التعريف به:
هو الإمام الحافظ الحجة الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، وبحر العلوم،
وواحد من كبار علماء الأمة، وصاحب السنن المشهورة،
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي،
ولد سنة 215هـ بمدينة نسا من أعمال خراسان
[بين إيران وأفغانستان الآن]
وطلب العلم صغيرًا وقد ملك حب الحديث وطلبه والرحلة إليه مجامع فؤاده،
فارتحل لطلب الحديث سنة 230هـ أي وهو في الخامسة عشر،
فرحل أولاً إلى المحدث الشهير «قتيبة بن سعيد» ومكث عنده عامًا كاملاً،
سمع خلاله مروياته كلها، ثم انطلق بعدها يجول في طلب العلم والحديث
في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور،
ثم استوطن مصر، وصارت الرحلة إليه، وإليه ضربت أكباد الإبل،
وارتحل إليه الحفاظ، ولم يبق له نظير في هذا الشأن.
كان النسائي شيخًا مهيبًا، مليح الوجه، حسن الشيبة،
وضيئًا كأن في وجهه قنديل مضاء، مقتصدًا في لباسه،
حسن العيش بحيث كان له أربع زوجات ويأكل جيدًا
مع ذلك آية من آيات الرحمن في الحفظ والفهم والإتقان والاجتهاد
في العبادة ونشر العلم والسنة، مع صحة عقيدة وسلفية منهج
وإتباع للآثار وإحياء للسنن.
مصنفاته:
كان النسائي رحمه الله من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال
وحسن التأليف، وواحد من أصحاب السنن الأربعة الكبار،
وكان متحريًا ضابطًا محققًا، وقد ترك العديد من المصنفات الهامة والنافعة،
والتي ما زالت معينًا ينتفع منه الناس وطلبة العلم والعلماء،
وعلى رأس مصنفاته كتابه الشهير «السنن»
ورتبة هذا الكتاب من حيث الصحة والجودة والدقة، تلي الصحيحين،
وذلك لاشتداده في الرجال،
حتى قيل إن شرطه في الرجال الذين يروي عنهم أشد من شرط البخاري ومسلم،
ولقد ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم،
وكلام النسائي على فقه الحديث في سننه يدل على مدى فقهه وسعة علمه
ورتبته بين العلماء، ولقد اصطفى الحافظ ابن السني كتاب «المجتبى»
من سنن النسائي وكل ما فيه صحيح؛
لذلك طارت الشهرة للمجتبى ونسي الناس
«السنن».
وللنسائي مصنفات أخرى مثل كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه،
وكتاب فضائل الصحابة، وله كتاب المناسك على مذهب الشافعي،
ومسند عليّ، وكتاب الكنى، وكتاب عمل يوم وليلة،
كتاب التفسير، كتاب الضعفاء.
ثناء الناس عليه:
يحتل النسائي مكانة سامقة في ثبت علماء الأمة،
فهو يقف في مصاف كبار علماء الأمة، وإمامًا من أكبر أئمة الحديث،
حتى
أن السيوطي رحمه الله قد قال عنه:
(النسائي مجدد المائة الثالثة).
وثناء الناس عليه وإقرارهم بإمامته وريادته مذكور في كل كتب التراجم
التي ترجمت كحياة هذا الإمام الكبير وهذه طائفة منتقاة من أقوالهم:
قال الحافظ أبو علي النيسابوري:
أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.
قال الإمام الدارقطني:
أبو عبد الرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
قال محمد بن المظفر الحافظ:
سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار
، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر،
فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين،
واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه.
قال أبو بكر بن الحداد الفقيه:
رضيت بالنسائي حجة بيني وبين الله تعالى.
قال أبو سعيد بن يونس:
كان أبو عبد الرحمن النسائي إمامًا حافظًا ثبتًا.
قال الإمام الذهبي:
لم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي،
وهو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم وأبي داود والترمذي،
وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعة.
قال الإمام الطحاوي:
أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
قال مأمون المصري المحدث:
خرجنا إلى طرسوس مع النسائي، فاجتمع جماعة من الأئمة:
عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم، وأبو الآذان،
وأبو بكر الأنماطي، فتشاوروا: من ينتقي لهم على الشيوخ؟
فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي،
وكتبوا كلهم بانتخابه.
قال ابن الأثير في مقدمة كتابه «جامع الأصول»:
النسائي من أئمة الحديث والفقه الشافعي، له مناسك على مذهبه،
وكان ورعًا متحريًا، شديد التحري والضبط لرواياته
حتى أنه قد أتى أحد رواة الحديث المشهورين وهو
«الحارث بن مسكين» وكان الحارث خائفًا من أمور تتعلق بالسلطان،
فخاف من النسائي أن يكون عينًا عليه، فمنعه من دخول بيته،
فكان النسائي يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع،
وكان بعدها إذا روى الحديث عن الحارث لا يقول:
حدثنا حارث
إنما يقال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع،
من شدة تحريه وصدقه وضبطه لألفاظ الرواية.
لا يزال الجهل والجهلاء هم أعدى أعداء العلم والعلماء؛
فهما نقيضان متضادان، كلاهما حرب على الآخر،
كلاهما في حالة صراع قائمة ومستمرة عبر التاريخ،
فالعلم نور وحق وبيان والعلماء أهله وحراسه ومناصروه،
والجهل ظلام وباطل وبهتان والجهلاء أهله
وحراسه ومناصروه، الجهل داء والعلم دواء،
الجهل سقام القلوب والنفوس والعقول والعلم شفاؤها،
لذلك فإن الله عز وجل قد أعلى من شأن العلم والعلماء وجعلهم ورثة الأنبياء
وجعل فضل العالم على العابد كفضل النبي صلى الله عليه وسلم
على أدنى المسلمين، وعلى مر التاريخ عانى علماء الأمة الربانيون
من سفاهة الجهلاء وحماقة الأغبياء الكثير من الويلات والمحن،
بل إن بعضهم قد راح ضحية الجهل والغباوة،
ففقدت الأمة العديد من كبار الأئمة والعلماء بسبب ذلك،
وعلى رأس هؤلاء العلماء الذين راحوا ضحية الجهل والجهلاء الإمام النسائي
صاحب السنن رحمه الله.
التعريف به:
هو الإمام الحافظ الحجة الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، وبحر العلوم،
وواحد من كبار علماء الأمة، وصاحب السنن المشهورة،
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي،
ولد سنة 215هـ بمدينة نسا من أعمال خراسان
[بين إيران وأفغانستان الآن]
وطلب العلم صغيرًا وقد ملك حب الحديث وطلبه والرحلة إليه مجامع فؤاده،
فارتحل لطلب الحديث سنة 230هـ أي وهو في الخامسة عشر،
فرحل أولاً إلى المحدث الشهير «قتيبة بن سعيد» ومكث عنده عامًا كاملاً،
سمع خلاله مروياته كلها، ثم انطلق بعدها يجول في طلب العلم والحديث
في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور،
ثم استوطن مصر، وصارت الرحلة إليه، وإليه ضربت أكباد الإبل،
وارتحل إليه الحفاظ، ولم يبق له نظير في هذا الشأن.
كان النسائي شيخًا مهيبًا، مليح الوجه، حسن الشيبة،
وضيئًا كأن في وجهه قنديل مضاء، مقتصدًا في لباسه،
حسن العيش بحيث كان له أربع زوجات ويأكل جيدًا
مع ذلك آية من آيات الرحمن في الحفظ والفهم والإتقان والاجتهاد
في العبادة ونشر العلم والسنة، مع صحة عقيدة وسلفية منهج
وإتباع للآثار وإحياء للسنن.
مصنفاته:
كان النسائي رحمه الله من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال
وحسن التأليف، وواحد من أصحاب السنن الأربعة الكبار،
وكان متحريًا ضابطًا محققًا، وقد ترك العديد من المصنفات الهامة والنافعة،
والتي ما زالت معينًا ينتفع منه الناس وطلبة العلم والعلماء،
وعلى رأس مصنفاته كتابه الشهير «السنن»
ورتبة هذا الكتاب من حيث الصحة والجودة والدقة، تلي الصحيحين،
وذلك لاشتداده في الرجال،
حتى قيل إن شرطه في الرجال الذين يروي عنهم أشد من شرط البخاري ومسلم،
ولقد ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم،
وكلام النسائي على فقه الحديث في سننه يدل على مدى فقهه وسعة علمه
ورتبته بين العلماء، ولقد اصطفى الحافظ ابن السني كتاب «المجتبى»
من سنن النسائي وكل ما فيه صحيح؛
لذلك طارت الشهرة للمجتبى ونسي الناس
«السنن».
وللنسائي مصنفات أخرى مثل كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه،
وكتاب فضائل الصحابة، وله كتاب المناسك على مذهب الشافعي،
ومسند عليّ، وكتاب الكنى، وكتاب عمل يوم وليلة،
كتاب التفسير، كتاب الضعفاء.
ثناء الناس عليه:
يحتل النسائي مكانة سامقة في ثبت علماء الأمة،
فهو يقف في مصاف كبار علماء الأمة، وإمامًا من أكبر أئمة الحديث،
حتى
أن السيوطي رحمه الله قد قال عنه:
(النسائي مجدد المائة الثالثة).
وثناء الناس عليه وإقرارهم بإمامته وريادته مذكور في كل كتب التراجم
التي ترجمت كحياة هذا الإمام الكبير وهذه طائفة منتقاة من أقوالهم:
قال الحافظ أبو علي النيسابوري:
أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.
قال الإمام الدارقطني:
أبو عبد الرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
قال محمد بن المظفر الحافظ:
سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار
، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر،
فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين،
واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه.
قال أبو بكر بن الحداد الفقيه:
رضيت بالنسائي حجة بيني وبين الله تعالى.
قال أبو سعيد بن يونس:
كان أبو عبد الرحمن النسائي إمامًا حافظًا ثبتًا.
قال الإمام الذهبي:
لم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي،
وهو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم وأبي داود والترمذي،
وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعة.
قال الإمام الطحاوي:
أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
قال مأمون المصري المحدث:
خرجنا إلى طرسوس مع النسائي، فاجتمع جماعة من الأئمة:
عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم، وأبو الآذان،
وأبو بكر الأنماطي، فتشاوروا: من ينتقي لهم على الشيوخ؟
فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي،
وكتبوا كلهم بانتخابه.
قال ابن الأثير في مقدمة كتابه «جامع الأصول»:
النسائي من أئمة الحديث والفقه الشافعي، له مناسك على مذهبه،
وكان ورعًا متحريًا، شديد التحري والضبط لرواياته
حتى أنه قد أتى أحد رواة الحديث المشهورين وهو
«الحارث بن مسكين» وكان الحارث خائفًا من أمور تتعلق بالسلطان،
فخاف من النسائي أن يكون عينًا عليه، فمنعه من دخول بيته،
فكان النسائي يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع،
وكان بعدها إذا روى الحديث عن الحارث لا يقول:
حدثنا حارث
إنما يقال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع،
من شدة تحريه وصدقه وضبطه لألفاظ الرواية.