السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
في البدء كانت الجماعة وكانت السنة
ولم تزل تعبيراً عن وحدة الأمة السياسية و الإعتقادية
أو توقاً لها إن غابت،
لم تكن متنا يقرأ أو بناء ذهنيا،
ولكنها ضرورة استدعاها واقع الانقسام السياسي
والفرقة المذهبية
الذي اجتاح الأمة فكان لا بد لما كان بديهياً أن يعرف،
فكان ما استقر عليه من مذهب أهل السنة والجماعة.
لم يكن ظهور
"أهل السنة والجماعة"
جزءاً من حركة تكون المذاهب والفرق الإعتقادية،
بل جاء رداً عليها وتأكيداً على أن وحدة الأمة
ما زالت حاضرة في وعي الجماعة المسلمة
برغم واقع الانقسام والفرقة،
وفاعلة بما يدفعها إلى العمل
من أجل استعادة اللحظة التاريخية الأولى
لتأسيس الأمة الواحدة،
أي لحظة الوحدة السياسية والاعتقادية
التي كانت على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ صاحب الرسالة والقائد المؤسس للأمة،
وظل المفهوم ـ تاريخياً ـ
عنواناً على رفض الفرقة والفتنة،
الفرقة السياسية أو الفتنة المذهبية
التي بدأت تدب في جسد الأمة.
عام الجماعة
كانت البداية مع عام الجماعة (41 هجرياً)
الذي تنازل فيه الحسن بن علي،
عن حرب معاوية بن أبي سفيان
الذي كان قد رفض مبايعة علي بن أبي طالب
ـ رابع الخلفاء الراشدين ـ
متذرعاً بأنه فرط في الثأر من قتلة عثمان بن عفان،
رضي الله عنهم جميعاً.
بتنازل الحسن أصبح معاوية بن أبي سفيان
خليفة للمسلمين،
وأجتمع الأمر عليه بعد تفرق ليصبح العام
"عام الجماعة"
ويُعدُ من خرج عليه خارجاً عن
"أهل الجماعة"
في إشارة إلى استعادة الأمة وحدتها السياسية مجدداً
بعد تفرق، فقد غلبت الأمة وحدتها
على أي خلاف حول شرعية السلطة،
على اعتبار أن الجماعة هي مصدر الشرعية،
بل لا شرعية إلا من الجماعة،
[size=25]"فلا إسلام إلا بجماعة"
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
ودون الجماعة تكون
"الفتنة"
لعن الله من أيقظها.
الوعي المبكر بـ "الجماعة"
هو وعي بصيرورة الأمة واستمراريتها،
وهو إعلان سريع بأن الأمة ليست حزباً سياسياً ـ
كما في طرح الخوارج ـ
وإنما هي جماعة مفتوحة لكل من يعلن التوحيد
ويقبل بالانضواء تحت راية الجماعة،
فإعلان التوحيد هو بداية دخول المسلم في الجماعة
أما استمراره فيها فهو رهن بالتزامه جماعة المسلمين، بعدها سيأتي الإمام الشافعي (تُوفي 204 هجرياً)
ليعطي لـ (الجماعة) أصلها الشرعي
ويجعل منها إطاراً مرجعياً للأمة
حين يجعل من الإجماع الركن الثالث
من مصادر الدين
(بعد القرآن والسنة)
، بما يفرض على الأمة دائماً الالتزام
بكل ما يجمع أمرها ويؤكد وحدتها.
فتنة خلق القرآن
أما مصطلح أهل السنة فقد ظهر بعد نحو قرنين ـ
بدايات القرن الثالث الهجري ـ
رداً على الفتنة المذهبية التي اجتاحت الأمة
مع نشأة الفرق التي وصلت ذروتها
مع ما عرف بفتنة
"خلق القرآن"
التي تبنى فيها الخليفة العباسي المأمون
(تُوفي 218 هجرياً)
عقيدة المعتزلة
وتصورهم لصفات الله،
وحاول فرضها على جماعة المسلمين
وإجبار العلماء والفقهاء والقضاة
وأهل الحديث على القول بها.
تاريخياً وبمواجهة "الفتنة"
كان الإمام أحمد بن حنبل (تُوفي 241 هجرياً)
أول من تحدث بمصطلح
(أهل السنة والجماعة)،
وكان النص الذي كتبه والذي عُرف بعقيدة أحمد
أهم نص يحدد معالم
(أهل السنة والجماعة)
وفيه يقول ـ بعد بيان معتقدهم ـ
"هذه المذاهب والأقاويل
التي وصفت
مذاهب أهل السنة والجماعة...".
لقد دفعت الفتنة المذهبية الأمة
إلى البحث عن صياغة محكمة
لاعتقدها في موجهة أهل البدع،
فكتب أهل العلم رسائل في عقيدة
"أهل السنة"
فظهرت إضافة إلى عقيدة أحمد بن حنبل
(توفي 241هجريا)
نصوص أخرى مثل عقيد .....
بن عثمان الدمشقي (ت 300 هجرياً)
وعقيدة الطحاوي الحنفي (ت 321هجريا)
وعقيدة أبي الحسن الأشعري (ت 324هجرياً)،
وغيرها من الرسائل التي تصوغ معتقد أهل السنة
وهي نصوص لم يبتدعها أصحابها
كما لم ينسبوها لأنفسهم،
وإنما نسبوها إلى السلف إثباتاً للمشروعية
وتأكيداً لاتصال معتقد الأمة وعدم انقطاعه.
قبل الفتنة لم تكن هناك ضرورة للتنظير لمفهوم
(أهل السنة والجماعة)،
ولكن لما نشأت المذاهب والفرق
وحاول بعض الحكام فرض تصورات المذهب
اعتقادية مستحدثة على علماء الأمة،
بادر العلماء والفقهاء والقضاة وأهل الحديث
إلى بيان "مذهب" الأمة في الاعتقاد،
فنظروا لما عرف لاحقاً بـ
(مذهب أهل السنة والجماعة)
الذي جاء رداً على كل ما خرجت به المذاهب الأخرى
عما كانت عليه جماعة المسلمين.
[/size]الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
رجاء من اخوكم ابومصعب من اراد معرفة الحق واتباعه فليعرف من هم اهل السنة لانك اذا عرفتهم لن ولم تخالفهم قط لانها الفرقة الناجية بأذن الله | ||
في البدء كانت الجماعة وكانت السنة
ولم تزل تعبيراً عن وحدة الأمة السياسية و الإعتقادية
أو توقاً لها إن غابت،
لم تكن متنا يقرأ أو بناء ذهنيا،
ولكنها ضرورة استدعاها واقع الانقسام السياسي
والفرقة المذهبية
الذي اجتاح الأمة فكان لا بد لما كان بديهياً أن يعرف،
فكان ما استقر عليه من مذهب أهل السنة والجماعة.
لم يكن ظهور
"أهل السنة والجماعة"
جزءاً من حركة تكون المذاهب والفرق الإعتقادية،
بل جاء رداً عليها وتأكيداً على أن وحدة الأمة
ما زالت حاضرة في وعي الجماعة المسلمة
برغم واقع الانقسام والفرقة،
وفاعلة بما يدفعها إلى العمل
من أجل استعادة اللحظة التاريخية الأولى
لتأسيس الأمة الواحدة،
أي لحظة الوحدة السياسية والاعتقادية
التي كانت على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ صاحب الرسالة والقائد المؤسس للأمة،
وظل المفهوم ـ تاريخياً ـ
عنواناً على رفض الفرقة والفتنة،
الفرقة السياسية أو الفتنة المذهبية
التي بدأت تدب في جسد الأمة.
عام الجماعة
كانت البداية مع عام الجماعة (41 هجرياً)
الذي تنازل فيه الحسن بن علي،
عن حرب معاوية بن أبي سفيان
الذي كان قد رفض مبايعة علي بن أبي طالب
ـ رابع الخلفاء الراشدين ـ
متذرعاً بأنه فرط في الثأر من قتلة عثمان بن عفان،
رضي الله عنهم جميعاً.
بتنازل الحسن أصبح معاوية بن أبي سفيان
خليفة للمسلمين،
وأجتمع الأمر عليه بعد تفرق ليصبح العام
"عام الجماعة"
ويُعدُ من خرج عليه خارجاً عن
"أهل الجماعة"
في إشارة إلى استعادة الأمة وحدتها السياسية مجدداً
بعد تفرق، فقد غلبت الأمة وحدتها
على أي خلاف حول شرعية السلطة،
على اعتبار أن الجماعة هي مصدر الشرعية،
بل لا شرعية إلا من الجماعة،
[size=25]"فلا إسلام إلا بجماعة"
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
ودون الجماعة تكون
"الفتنة"
لعن الله من أيقظها.
الوعي المبكر بـ "الجماعة"
هو وعي بصيرورة الأمة واستمراريتها،
وهو إعلان سريع بأن الأمة ليست حزباً سياسياً ـ
كما في طرح الخوارج ـ
وإنما هي جماعة مفتوحة لكل من يعلن التوحيد
ويقبل بالانضواء تحت راية الجماعة،
فإعلان التوحيد هو بداية دخول المسلم في الجماعة
أما استمراره فيها فهو رهن بالتزامه جماعة المسلمين، بعدها سيأتي الإمام الشافعي (تُوفي 204 هجرياً)
ليعطي لـ (الجماعة) أصلها الشرعي
ويجعل منها إطاراً مرجعياً للأمة
حين يجعل من الإجماع الركن الثالث
من مصادر الدين
(بعد القرآن والسنة)
، بما يفرض على الأمة دائماً الالتزام
بكل ما يجمع أمرها ويؤكد وحدتها.
فتنة خلق القرآن
أما مصطلح أهل السنة فقد ظهر بعد نحو قرنين ـ
بدايات القرن الثالث الهجري ـ
رداً على الفتنة المذهبية التي اجتاحت الأمة
مع نشأة الفرق التي وصلت ذروتها
مع ما عرف بفتنة
"خلق القرآن"
التي تبنى فيها الخليفة العباسي المأمون
(تُوفي 218 هجرياً)
عقيدة المعتزلة
وتصورهم لصفات الله،
وحاول فرضها على جماعة المسلمين
وإجبار العلماء والفقهاء والقضاة
وأهل الحديث على القول بها.
تاريخياً وبمواجهة "الفتنة"
كان الإمام أحمد بن حنبل (تُوفي 241 هجرياً)
أول من تحدث بمصطلح
(أهل السنة والجماعة)،
وكان النص الذي كتبه والذي عُرف بعقيدة أحمد
أهم نص يحدد معالم
(أهل السنة والجماعة)
وفيه يقول ـ بعد بيان معتقدهم ـ
"هذه المذاهب والأقاويل
التي وصفت
مذاهب أهل السنة والجماعة...".
لقد دفعت الفتنة المذهبية الأمة
إلى البحث عن صياغة محكمة
لاعتقدها في موجهة أهل البدع،
فكتب أهل العلم رسائل في عقيدة
"أهل السنة"
فظهرت إضافة إلى عقيدة أحمد بن حنبل
(توفي 241هجريا)
نصوص أخرى مثل عقيد .....
بن عثمان الدمشقي (ت 300 هجرياً)
وعقيدة الطحاوي الحنفي (ت 321هجريا)
وعقيدة أبي الحسن الأشعري (ت 324هجرياً)،
وغيرها من الرسائل التي تصوغ معتقد أهل السنة
وهي نصوص لم يبتدعها أصحابها
كما لم ينسبوها لأنفسهم،
وإنما نسبوها إلى السلف إثباتاً للمشروعية
وتأكيداً لاتصال معتقد الأمة وعدم انقطاعه.
قبل الفتنة لم تكن هناك ضرورة للتنظير لمفهوم
(أهل السنة والجماعة)،
ولكن لما نشأت المذاهب والفرق
وحاول بعض الحكام فرض تصورات المذهب
اعتقادية مستحدثة على علماء الأمة،
بادر العلماء والفقهاء والقضاة وأهل الحديث
إلى بيان "مذهب" الأمة في الاعتقاد،
فنظروا لما عرف لاحقاً بـ
(مذهب أهل السنة والجماعة)
الذي جاء رداً على كل ما خرجت به المذاهب الأخرى
عما كانت عليه جماعة المسلمين.