يجب أن يُعلم أن الشيطان حريصعلى إيقاع المسلم في أحد أمرين : إما أن يجعله يعمل العمل رياءً وسمعة ،ولا يخلص فيه لله ، وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية .
والمسلم الصادق في نيته لا يهمه مايلقيه الشيطان من وساوس في عمله وأنه لغير الله ، ولا يهمه ما يلقيهالشيطان من وساوس ليترك الطاعة تخويفاً له من الرياء ، فإن القلب الصادقالمطمئن يستوي عند صاحبه العمل في السر والعمل في العلن .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
امرأة تسأل فتقول : إني أخاف من الرياءوأحذره لدرجة أنني لا أستطيع أن أنصح بعض الناس أو أنهاهم عن أمور معينةمثل الغيبة والنميمة ونحو ذلك ، فأخشى أن يكون ذلك رياء مني ، وأخشى أنيظن الناس فيّ ذلك ويعدوه رياء فلا أنصحهم بشيء ، كما أني أقول في نفسي :إنهم أناس متعلمون ، وليسوا في حاجة إلى نصح ، فما هو توجيهكم ؟
فأجاب :
" هذا من مكايد الشيطان ، يخذلبها الناس عن الدعوة إلى الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنذلك أن يوهمهم أن هذا من الرياء ، أو أن هذا يخشى أن يعده الناس رياء فلاينبغي لك أيتها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا ، بل الواجب عليك أنتنصحي لأخواتك في الله وإخوانك إذا رأيت منهم التقصير في الواجب أو ارتكابالمحرم كالغيبة والنميمة وعدم التستر عند الرجال ولا تخافي الرياء ، ولكنأخلصي لله واصدقي معه وأبشري بالخير ، واتركي خداع الشيطان ووساوسه ،والله يعلم ما في قلبك من القصد والإخلاص لله تعالى والنصح لعباده ، ولاشك أن الرياء شرك ولا يجوز فعله ، لكن لا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة أن يدعما أوجب الله عليه من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا منالرياء ، فعليه الحذر من ذلك ، وعليه القيام بالواجب في أوساط الرجالوالنساء ، والرجل والمرأة في ذلك سواء ، وقد بين الله ذلك في كتابه العزيزحيث يقول سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْأَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَاللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَعَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71 .
"فتاوى ابن باز" (6/403) .
وعن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عندسعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ قلت : أنا ، ثمقلت : أما إني لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت ... .
رواه مسلم (220) .
قال الشيخ ابن عثيمين :
" قال هذا رحمه الله لئلا يظن أنهقائم يصلي فيُحمد بما لم يفعل ، وهذا خلاف ما عليه بعضهم ، يفرح أن الناسيتوهمون أنه يقوم يصلي ، وهذا من نقص التوحيد .
وقول حصين رحمه الله ليس من بابالمراءاة ، بل هو من باب الحسنات ، وليس كمن يترك الطاعات خوفاً من الرياء؛ لأن الشيطان قد يلعب على الإنسان ، ويزين له ترك الطاعة خشية الرياء ،بل افعل الطاعة ، ولكن لا يكن في قلبك أنك ترائي الناس .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (9/85، 86) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب