الصحيح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الصحيح

منتدى الصحيح ..لاينشر الا الصحيح..على منهج اهل السنة بأتباع سلفنا الصالح..ونردفيه على الشبهات وعلى اهل الضلال والفرق المختلفة


    ابن القيم الجوزية

    avatar
    أبو مصعب
    رئيس المنتديات
    رئيس المنتديات


    عدد المساهمات : 506
    نقاط : 1234
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 30/09/2010
    العمر : 44

    ابن القيم الجوزية Empty ابن القيم الجوزية

    مُساهمة  أبو مصعب السبت أكتوبر 09, 2010 12:23 pm

    السلام عليكم
    ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام
    على رسول الله
    وعلى آله وصحبه أجمعين



    نسبه ومولده:
    هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي،
    و يكنى بأبي عبد الله ويلقب بشمس الدين.

    ولد بن القيم في اليوم السابع من شهر صفر سنة إحدى وتسعين وستمائة، ونشأ في بيت علم وفضل، وتربى على حب العلم والعلماء،
    فكان للبيئة التي نشأ بها أثر في توجيه حياته نحو طلب العلم،
    حتى نال شرف الإمامة في هذا الدين بتفوق وجدارة.

    لقد كان والده أبو بكر قيما على مدرسة الجوزية في دمشق،
    تلك المدرسة التي بناها محيي الدين بن العلامة المشهور
    الحافظ عبد الرحمن الجوزي، فسميت بالجوزية نسبة إليه،
    فاشتهر والد الإمام بقيم الجوزية،
    ومن هنا جاءت شهرة الإمام بابن قيم الجوزية.

    مشايخه الذين أخذ عنهم:
    تتلمذ الإمام على كوكبة من أهل العلم والفضل، فأخذ من علومهم،
    ونهل من معارفهم، وتأثر بهم، فمن شيوخه مثلا: ابن عبد الدائم،
    وعيسى المطعِّم، والقاضي تقي الدين بن سليمان، وفاطمة بنت جوهر،
    والمجد التونسي، وابن أبي الفتح البعلي، والصفي الهندي،
    وأبو النصر، والمجد الحراني،
    فتلقى عنهم العلوم الشرعية بأنواعها من تفسير، وحديث،
    وفقه، وأصول، وتجويد...الخ،
    كما تلقى علم الفرائض عن والده الذي كان له باع طويل فيه.

    فمشايخه الذين أخذ عنهم كثيرون كما ترى،
    لكنّ أمنّهم عليه يدا، وأعظمهم منزلة في قلبه، وأقربهم إلى نفسه هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله سره،
    فقد تأثر به ابن القيم تأثرا كبيرا حتى صار لا يُذكرابن تيمية إلا ويذكر معه ابن القيم، فقد تلقى علم ابن تيمية واقتنع بهونشره ودعا إيه وجادل عنه وحامى عنه، وقد كان أخص ما نشره ودعا إليه فقهه،فقد ناصر آراءه في الطلاق، وحرر العبارات في فتاويه، وجمع الكثير منأصوله، وكتاباه (إعلام الموقعين، وزاد المعاد) وغيرهما قد أخذ فيهما منتلك التركة المثرية التي تركها ابن تيمية في الفقه. وكان مع ما تلقاه عنشيخه من روح قوية وآراء حرة واتجاه سلفي، قد برع في علوم متعددة.

    وتلقيه عن ابن تيمية كان بعد أن عاد الشيخ من مصر سنة712هـ، فإنه كان قبل ذلك لم ينضج بعد، وإذا كان جلّ عمل ابن تيمية في تلكالمدة في الفقه والفتاوى، وتأكيد ما قرره من قبل في العقائد، فأخذ فقههوتلقى منهاجه ولازمه.
    قال في ذلك ابن كثير رفيقه في التلمذة على ابن تيميةوصاحب التاريخ: (لما عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية فيسنة اثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علما جما، مع ماسلف من الاشتغال، فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة، مع كثرة الطلب ليلاونهارا وكثرة الابتهال).

    لقد كان ابن القيم القائم على تركة شيخه من بعده من حيثالتحرير والتأليف والمجادلة والمناظرة، ومن الجدير بالذكر أن ابن القيمأصغر من ابن تيمية بنحو ثلاثين عاما، فكان ابن تيمية منه بمنزلة الوالدالشفيق.

    وقال عنه الحافظ بن حجر العسقلاني:
    (لو لم يكن للشيخ تقي الدين بنتيمية من المناقب إلا تلميذه الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحبالتصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية فيالدلالة على عظمة منزلته).

    فضله وأخلاقه:
    لقد كان الإمام ابن القيم رحمه الله عالما عاملا محبالله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان هادئالطبع، قوي الخُلُق، وصفه ابن كثير الذي كان صديقا له بقوله: (كان حسنالقراءة والخُلُق، كثير التودد، لا يحسد أحدا، ولا يؤذيه، ولا يستغيبه،ولا يحقد على أحد، وكنت من أصحب الناس له، وأحب الناس إليه، ولا أعرف فيهذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلهاجدا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان، فلايرجع ولا ينزع عن ذلك رحمه الله).

    ذهب إلي بيت الله الحرام مرات كثيرة حاجا إليه تعالى،وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف الشيءالعجيب.

    لقد كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، لَهِج بالذكر، شغفبالمحبة والافتقار إلى الله تعالى، وقد كان رحمه الله متهما بأمراض القلوبمؤكدا على معالجتها واستئصال هذه الأمراض القلبية بالمجاهدة والرياضةالروحية، وكثرة ذكر الله تعالى ومراقبته والتوكل عليه والإنابة إليهومحبته ومحبة أحبابه وأوليائه، ليكون القلب سليما يوم القيامة، كما وصفالله تعالى ذلك في القرآن الكريم فقال: (إلا من أتى الله بقلب سليم)،والذي يقرأ مؤلفات الإمام ابن القيم يلاحظ هذا المنزع لديه، فقد أودع ذلكفي بعض كتبه من أمثال كتاب: (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياكنستعين) ففيه من علم الحقيقة والشريعة الشيء الكثير.

    قال عنه تلميذه ابن رجب:
    ( كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى،
    وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى،
    والانكسار له والاطَراح بين يديه على عتبة عبوديته،
    لم أشاهد مثله في ذلك).

    لقد كانت السمة البارزة فيه رحمه الله هي التواضعلإخوانه المؤمنين مع ماله من علم غزير وحجة قوية، فكان يرى نفسه مقصرامذنبا، وأن علمه هذا سيكون حجة عليه إن لم يتداركه الله برحمة منه وفضل،
    وحول هذا المعنى له أبيات يقول فيها:
    بُنيُّ أبي بكر كثير ذنوبه = فليس على من نال من عرضه إثم

    بُنيُُّ أبي بكر غدا متصدِّرا = يُعَلِّمُ علما وهو ليس له علم

    بُنيُُّ أبي بكر جهول بنفسه = جهول بأمر الله أنى له العلم

    بُنيُُّ أبي بكر يروم ترقيا = إلى جنة المأوى وليس له عزم

    بُنيُُّ أبي بكر لقد خاب سعيُهُ = إذا لم يكن في الصالحات له سهم

    بُنيُُّ أبي بكر كما قال ربه = هلوعٌ كنودٌ وصْفُهُ الجهل والظلم

    بُنيُُّ أبي بكر وأمثاله غدت = بفتواهم هذي الخليقةُ تأتم

    وليس لهم في العلم باعٌ ولا التقى = ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم

    بُنيُُّ أبي بكر غدا متمنّيا = وصال المعالي والذنوب له هم



    علمه وحجته:
    يقول ابن رجب عن شيخه الإمام ابن القيم:
    ( تفقه في الدين وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين، وأخذ عنه وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه،
    وبأصول الدين وإليه فيه المنتهى، وبالحديث ومعانيه،وفقهه ودقائق الاستنباط منه لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله والعربية ولهفيها اليد الطولى، وبعلم الكلام وغير ذلك، وعالما بعلم السلوك وكلام أهلالتصوف وإشاراتهم ومتونه وبعض رجاله). وقال:
    (ما رأيت أوسع منه علما ولا أعرف بمعاني القرآن والحديث والسنة
    وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله).
    وقال عنه القاضي برهان الدين الزرعي:
    (ما تحت أديم السماء أوسع علما منه).

    تولى رحمه الله الإمامة في الجوزية، كما تولى التدريس في الصدرية،
    وكتب بخطه من المؤلفات مالا يوصف، وصنّف تصانيف كثيرةجدا في أنواع العلوم، وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفهواقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره،
    حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.

    [size=25]تلامذته الذين أخذوا عنه:
    لقد تتلمذ على الإمام ابن القيم خلق كثير،
    وخرج من تحت يديه علماء أفذاذ،
    من أمثال الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن رجب صاحبطبقات الحنابلة، وشمس الدين محمد بن عبد القادر النابلسي صاحب مختصر طبقاتالحنابلة لأبي يعلى، ومنهم ابن كثير صحاب البداية والنهاية الذي شهد لهوقال فيه: ( كان حسن القراءة والخلق، كثير التودد، لا يحسد أحدا ولايؤذيه).
    وابن عبد الهادي الذي قال فيه ابن رجب:
    ( أخذ عنه العلم خلق كثير،
    وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه
    كابن عبد الهادي وغيره).
    ومن أولاده الذي أخذوا عنه الحافظ إبراهيم وعبد الله الذي تولى التدريس بالصدرية بعد وفاة والده الإمام.

    محنته التي تعرض لها:
    لا بد أن يمتحن الله أوليائه وأصفياءه، ليرى صدق إيمانهم،
    فهذه سنة الله في خلقه
    (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)
    (الأحزاب:62)..
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل".

    فكان لا بد من أن يُظهر الله إخلاص وصدق الإمام،
    فكانت المحنة، وكان الابتلاء، حيث اضطهد مع شيخه ابن تيمية
    وأوذي وحبس ثلاث مرات، مرة مع ابن تيمية في قلعة دمشق،
    وكان في مدة سجنه منفردا عن شيخ الإسلام في مكان خاص به،
    ولم يُفرّج عنه إلا بعد وفاة بن تيمية،
    وحبس مرة ثانية بسبب فتاوى شيخه،
    ومرة ثالثة لإنكاره شد الرحال إلى قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    وكان رحمه الله في مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القرآنوتدبره والتفكر في معانيهن ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيممن الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهلالمعارف، والخوض في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك كما أشرنا سابقا.

    مؤلفاته وتصانيفه:
    لقد ترك ابن القيم ثروة علمية كبيرة، كان فيها خلاصة علم شيخه،
    وزاد فيها ثمرات دراسته، وتضمنت نوع اتجاهاته.
    ولم تكن كتاباته في حومة الجدل كأكثر كتابات شيخه،
    بل كانت كتاباته في هدأة واطمئنان، ولذلك جاءت هادئة وإن كانت عميقة الفكرة، قوية المنحى، شديدة المنزع، وكانت حسنة الترتيب،
    منسقة التبويب، متساوقة الأفكار، طلية العبارة،
    لأنه كتبها في اطمئنان، وتجمع كتابته جمعا متناسبا بين عمق التفكير
    وبعد غوره، ونصوع العبارة، وحسن استقامة الأسلوب،
    ومن غير ضجّة ألفاظ، كما اشتملت كتاباته
    على نور السلف وحكمة السابقين،
    فهو كثير الاستشهاد بأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين،
    وإن كان في ذلك دون شيخه، لكن على أي حال نزح من معينه،
    واستقى من العين الثرَّة التي فتحها هو وغيره.

    تآليفه وتصانيفه:
    كان ابن القيم رحمه الله من الكثرين في التأليف
    وقد ترك مكتبة عظيمة ورثتها الأمة من بعده وانتفع بها خلق كثير..
    ومن هذه المؤلفات:
    (1) تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته،
    و الكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة. مجلد.
    (2) سفر الهجرتين وباب السعادتين. مجلد ضخم.
    (3) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين. مجلدان. وهو شرح منازل السائرين لشيخ الإسلام الأنصاري.
    (4) شرح أسماء الكتاب العزيز. مجلد.
    (5) زاد المسافر إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء. مجلد.
    (6) زاد المعاد في هدي خير العباد. أربعة مجلدات.
    (7) حل الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام.
    (Cool بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل. مجلد.
    (9) نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول.مجلد.
    (10) إعلام الموقعين عن رب العالمين. مجلد.
    (11) بدائع الفوائد. مجلدان.
    (12) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة. مجلدان.
    (13) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
    (14) نزهة المشتاقين وروضة المحبين. مجلد.
    (15) الداء و الدواء.مجلد.
    (16) تحفة المودود في أحكام المولود.مجلد.
    (17) مفتاح دار السعادة.مجلد ضخم.
    (18) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية.مجلد.
    (19) مصايد الشيطان.مجلد.
    (20) نكاح المحرم.مجلد.
    وغير ذلك من المؤلفات النافعة والتي يطول المقام بذكرها.

    انتقاله إلى الرفيق الأعلى:
    توفي رحمه الله وقت العشاء الآخرة في الثالث عشر من شهررجب سنة 751هـ، وصلي عليه بجامع بني أمية الكبير بدمشق، عقيب صلاة الظهر،ثم صُلي عليه ثانية في جامع جرّاح، ودفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.

    http://www.islam***.net/ver2/archive...ng=A&id=143744

    http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...&series_id=207

    http://www.te****l.com/index.php?ide...&op=entry_view

    درر من كلام ابن قيم الجوزية من كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين


    درر من كلام ابن قيم الجوزية من كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
    قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين ( 3 / 163 ) :

    (( ولم ينسبوا إلى اسم ، أي : لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاماً لأهل الطريق .
    وأيضا ؛ فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد ، يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال ، فإن هذا آفة في العبودية ، وهي عبوديةمقيدة ، وأما العبودية المطلقة : فلا يعرف صاحبها باسم معين من معانيأسمائها ، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها ، فله مع كل أهل عبوديةنصيب يضرب معهم بسهم ، فلا يتقيد برسم ولا إشارة ، ولا اسم ولا بزي ولاطريق وضعي اصطلاحي .
    بل إن سئل عن شيخه ؟ قال : الرسول .
    وعن طريقه ؟ قال : الاتباع .
    وعن خرقته ؟ قال : لباس التقوى .
    وعن مذهبه ؟ قال : تحكيم السنة .
    وعن مقصوده ومطلبه ؟ قال : ( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (الأنعام: 52) .
    وعن رباطه وعن خانكاه ظ قال : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَاللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَابِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌعَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة ِ) (النور: 36 ، 37 ) .

    وعن نسبه ؟ قال :

    أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تيم
    وعن مأكله ومشربه ؟ قال : ما لك ولها ؟ معها حذاؤها وسقاؤها ، ترد الماء ، وترعى الشجر حتى تلقى ربها .
    واحسرتاه تقضي العمر وانصرمت سـاعـاته بين ذل العجز والكسل
    والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل )) .

    و قال أيضا في مدارج السالكين ( 3 / 165) :

    (( وقد سئل بعض الأئمة عن السنة ؟
    فقال : مالا اسم له سوى السنة .
    يعني : أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها .
    فمن الناس من يتقيد بلباس لا يلبس غيره ، أو بالجلوس فيمكان لا يجلس في غيره ، أو مشية لا يمشي غيرها ، أو بزي وهيئة لا يخرجعنهما ، أو عبادة معينة لا يتعبد بغيرها ، وإن كانت أعلى منها ، أو شيخمعين لا يلتفت إلى غيره ، وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه .
    فهؤلاء كلهم محجوبون عن الظفر بالمطلوب الأعلى مصدودونعنه ، قد قيدتهم العوائد والرسوم ، والأوضاع والاصطلاحات عن تجريدالمتابعة ، فأضحوا عنها بمعزل ، ومنزلتهم منها أبعد منزل ، فترى أحدهميتعبد بالرياضة والخلوة ، وتفريغ القلب ، ويعد العلم قاطعا له عن الطريق ،فإذا ذكر له الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، والأمر بالمعروف ، والنهيعن المنكر ، عد ذلك فضولا وشراً ، وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك ، أخرجوهمن بينهم ، وعدوه غيراً عليهم ، فهؤلاء أبعد الناس عن الله وإن كانوا أكثرإشارة ، والله أعلم )) .

    وقال أيضا في مدارج السالكين ( 3 / 185 ) :

    (( فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس .
    وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتينوسبعين فرقة ، ذات أتباع ورئاسات ، ومناصب وولايات ، ولا يقوم لها سوق إلابمخالفة ما جاء به الرسول ؟
    فإن نفس ما جاء به : يضاد أهواءهم ولذاتهم ، وما همعليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم ، وعملهم والشهوات التي هيغايات مقاصدهم وإراداتهم ؟
    فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعةغريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم ، وأطاعوا شحهم ، وأعجب كل منهمبرأيه ؟ كما قال : النبي صلى الله عليه وسلم : (( مروا بالمعروف وانهوا عنالمنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيبرأيه ورأيت أمرا لا يد لك به فعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم فإن وراءكمأياما صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر )) .
    ولهذا جعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينهأجر خمسين من الصحابة ؛ ففي سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبةالخشني قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) ( المائدة : 105) فقال : (( بل ائتمروابالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيامؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فإن منوراءكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسينرجلا يعملون مثل عمله )) قلت : يا رسول الله أجر خمسين منهم قال : (( أجرخمسين منكم )) .
    وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم .
    فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه ،وفقها في سنة رسوله ، وفهما في كتابه ، وأراه ما الناس فيه : من الأهواءوالبدع والضلالات ، وتنكبهم عن الصراط المستقيم ، الذي كان عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط ؛ فليوطن نفسهعلى قدح الجهال ، وأهل البدع فيه ، وطعنهم عليه ، وإزرائهم به ، وتنفيرالناس عنه ، وتحذيرهم منه ، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعهوإمامه صلى الله عليه وسلم .
    فأما إن دعاهم إلى ذلك ، وقدح فيما هم عليه ؛ فهنالكتقوم قيامتهم ، ويبغون له الغوائل ، وينصبون له الحبائل ، ويجلبون عليهبخيل كبيرهم ورجله .
    فهو :
    غريب في دينه ؛ لفساد أديانهم .
    غريب في تمسكه بالسنة ؛ لتمسكهم بالبدع .
    غريب في اعتقاده ؛ لفساد عقائدهم .
    غريب في صلاته ؛ لسوء صلاتهم .
    غريب في طريقه ؛ لضلال وفساد طرقهم .
    غريب في نسبته ؛ لمخالفة نسبهم .
    غريب في معاشرته لهم ؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .
    وبالجملة ؛ فهو غريب في أمور دنياه وآخرته ، لا يجد من العامة مساعدا ولا معيناً ، فهو :
    عالم بين جهال .
    صاحب سنة بين أهل بدع .
    داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع .
    آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف )) أهـ .



    __________________



    وَلْتَكُنمِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    قال الله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } (لأعراف:199)

    الله أكبر إن دين محمد أقوى وأقوم قيلا
    لاتذكروا الكتب السوالف عنده
    طلع الصباح فأطفئوا القنديلا

    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
    احيوا الحق بذكره واميتوا الباطل بهجره

    ابن القيم الجوزية 190
    ابن القيم الجوزية 176



    ابن القيم الجوزية User_offline


    تحميل مدارج السالكين لابن قيم الجوزية



    http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=26&book=716


    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:25 am